التقت الصحافية والكاتبة المتخصصة في شؤون حوارات الأديان والسلم المجتمعي، رلى السماعين، يوم الأربعاء، وفدًا من جامعة جورج تاون الأمريكية برئاسة الإمام الدكتور يحيى الهندي، والأب ماثيوز كارنز، إلى جانب الدكتورة ريان كريج وعدد من الطلاب. جرت الزيارة ضمن جلسة حوارية حول جهود الأردن المستمرة في صنع السلام، وأهمية الحوار بين أتباع الأديان في بناء عالم يسوده الوعي ويخدم البشرية.
تناولت السماعين في حديثها إرث الأردن الغني الذي قاد البلاد إلى بر الأمان في فترات من التوتر والصراعات الطائفية والعرقية في المنطقة. وأشارت إلى طبيعة الحياة المشتركة الحقيقية بين الأردنيين، والثقافة الغنية التي تستند عليها المملكة، والتي تعد ضمانًا للمساواة في ظل التعددية الدينية، الإسلامية – المسيحية، التي يفتخر بها الأردن كرمز للتكامل الإنساني وجماليات الهوية الوطنية.
أكدت السماعين أن المملكة الأردنية الهاشمية أدركت أهمية الحوار من أجل السلام، وقادت المنطقة في مراحل تاريخية حساسة في مجال الحوارات بين أتباع الأديان، حققت خلالها بناء قواعد السلم المجتمعي، لتكون معروفة عالميًا بمملكة السلام.
أكدت للضيوف أن الحوارات بين أتباع الأديان أصبحت ضرورة في هذا العصر الذي تسيطرعليه الكراهية، وأن صناعة السلام تتطلب جهدًا كبيرًا. شددت على مميزات الأردن، من استقرار أمني وسياسي، مما جعلها حصنًا للسلام وملاذًا للمحتاجين واللاجئين، مما أدى إلى زيادة سكانية كبيرة وسريعة.
وأشارت إلى أهمية التضامن والعمل المشترك لتعزيز سيادة القانون وخدمة الوطن. أكدت على أن الدفاع عن حقوق الإنسان والسلام يتطلب التضافر والتعاون، وأن المستقبل مسؤولية مشتركة يجب على الجميع المساهمة فيها.
أختتمت السماعين بالتأكيد على أن التحديات كثيرة، ولكن في الحوار والتضامن يمكن للإنسان تجاوزها والحفاظ على كرامته الإنسانية، وأبرزت أهمية الحوار والتفاهم في مواجهة التحديات المعقدة، وأن التنوع الديني في الأردن يعكس حياة طبيعية تشاركية فريدة.
وأشارت السماعين إلى كتابها “حصن السلام: التجربة الأردنية في حوار أتباع الأديان ونموذج العيش المشترك”، الذي يلخص جهود المملكة في تحقيق الوئام الديني ويقدم حلاً للتحديات المستمرة، وشرحت للوفد عن أهم المبادرات التي حثت على السلام والتي أطلقتها المملكة، مثل رسالة عمان، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان.
وفيما يتعلق بموضوع صناعة السلام، أكدت السماعين قائلة: “نحن ملزمون بأن نتذكر دائماً أن لدى صُنّاع السلام، ولا سيما القادة بينهم، تأثيرًا واضحًا على صنع القرارات السياسية، وهذا التأثير يحمل فائدة عامة وشمولية.”
ويجدر بالإشارة إلى أن السماعين حازت على لقب صانع وقائد سلام لعام ٢٠٢٣.