خبراء يناقشون مرتكزات الاستجابة والحلول لتحديات حقوق الإنسان في ظل جائحة كورونا

 الياس: التنمية الرقمية مشروع اقتصادي وإنساني متكامل في المجالات الحيوية

د.أبوحمّور: ضرورة الإسراع بعمل دولي لمستقبل إنساني يخفف من المعاناة والأخطار في العالم

د.محافظة: اللقاحات ضد الفيروس هي السبيل الوحيد للتخلص من التأثيرات على حقوق المواطنين

الدجاني: قيادة جلالة الملك عبد الله قدمت أنموذجاً للعالم في التعامل مع التحديات خلال الجائحة

العالول: التزام المواطنين والمؤسسات بالإجراءات الوقائية يسرّع في التعافي من آثار الجائحة

 

عمّان - نظم منتدى الفكر العربي، يوم الأربعاء 13/01/2021 ، لقاءً حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي، حاضرت فيه المحامية الدولية الأستاذة باتريسيا الياس عضو مجلس إدارة مركز حقوق الإنسان في جامعة بيروت العربية من لبنان حول حقوق الإنسان في ظل جائحة كورونا من حيث الاستجابة والحلول . وشارك في المداخلات خلال اللقاء، الذي أداره وزير المالية الأردني الأسبق وأمين عام المنتدى د.محمد أبوحمور، وكل من: الوزير الأردني السابق للتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي د.عزمي محافظة، ووزير شؤون المرأة سابقاً السيدة ناديا هاشم العالول، وسيدة الأعمال الأردنية شرمين الدجاني.

ناقشت المحامية الأستاذة باتريسيا الياس آثار جائحة كورونا على حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخصّت بنقاشها حقوق الطفل والمرأة مشيرةً إلى ما رُصد من حالات في بعض المجتمعات تعرضت فيها هاتان الفئتان إلى أشكال من العنف الأسري، خاصة خلال فترة الحجر الصحي، كما أشارت إلى انكماش نسبة العمالة النسائية وتراجع دخل الأسر، عدا انعدام قدرة نسبة مرتفعة من الطلاب على الوصول إلى منصات التعليم الإلكتروني.

كما بيّنت المحامية الياس عدداً من الركائز التي يمكن اعتمادها لخطط وطنية تستهدف التخفيف من آثار جائحة كورونا على حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية، من حيث العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاعين الصناعي والزراعي، والتركيز على توظيف الابتكار والإبداع الشبابي، وتحقيق نقلة نوعية في التحول الرقمي والذكاء الإلكتروني.

وأشار المتداخلون إلى أهمية نشر الوعي والقبول المجتمعي فيما يتعلق بحملات التطعيم ضد فيروس كوفيد-19، لتلافي فقدان السيطرة على انتشار الفيروس، والتأكيد على التزام المواطنين والمؤسسات بالإجراءات الحكومية الوقائية لمحاصرة الفيروس، مما سيسرّع من التعافي على المستويات الإنسانية والصحية والاجتماعية والاقتصادية . كما أشار بعض المتداخلين إلى الأنموذج الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في مواجهة تحديات الجائحة وابتكار تقنيات فعّالة للتعامل مع تبعاتها، ومن حيث النظر إليها نظرة شمولية بما يتلاءم والمتغيرات والتداعيات المترتبة عليها.

التفاصيل:

بيّنت المحامية باتريسيا الياس الآثار الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية لجائحة كورونا على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخاصة على حقوق الطفل والمرأة؛ إذ تعاني نسبة مؤرقة من الأطفال والشباب صعوبة التفاعل مع التعليم الإلكتروني أو عدم وجود الإمكانات اللازمة للوصول إليه، مما سيؤدي إلى تداعيات كارثية تتمثل في تراجع التعليم وتوسيع الفجوات الاجتماعية والاقتصادية. كما شهدت فئتا الأطفال والنساء ارتفاعاً في نسبة حالات العنف الأسري ولا سيما خلال فترة الحجر الصحي.

وأشارت المحامية الياس إلى أن انكماش العمالة النسائية أدى إلى انخفاض دخل الأسر، مما أسهم في اختلال الأمن الغذائي لها ودفع بالكثير منها نحو الفقر، خاصة الأسر التي تعيلها النساء فقط. وقالت : من المتوقع حسب برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة ارتفاع نسبة البطالة بشكل حاد في عام 2021، ووقوع 14.3 مليون شخص إضافي تحت خط الفقر في البلدان العربية متوسطة الدخل، وإصابة 1.9 مليون شخص إضافي بنقص التغذية.

واقترحت المحامية الياس وضع خطط وطنية منسَّقة بين الوزارات وغيرها من الجهات الحكومية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، عن طريق تعزيز قطاعي الصناعة والزراعة، وتطوير التعليم المهني، وإيجاد حاضنات للابتكار والإبداع الشبابي والمشاريع المستقبلية، وعلى الأخص في مجال التكنولوجيا، إضافة إلى توفير منصات لوزارات العمل تنشر وتروّج لفرص العمل المتاحة، وتحديث الإدارات الحكومية باستخدام التقنيات الإلكترونية في تعاملاتها.

كما أشارت المحامية الياس إلى أهمية التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي . وقالت : إن التقنيات الرقمية تُحدِث تحوُّلات جوهرية في اقتصاداتنا وبلداننا، وتؤثِّر على جميع القطاعات كالزراعة والتعليم والصحة والخدمات الحكومية والمالية؛ موضحةً أن التنمية الرقمية هي مشروع اقتصادي وإنساني متكامل يجب أن يكون مبنياً على رؤية شاملة تهتم بالبنى التحتية والمنصات والمهارات الرقمية والتطبيقات في المجالات الحيوية، مع السعي إلى أن يكون هذا الاقتصاد الرقمي قائماً على احترام البيانات الذاتية، وأن يكون عادلاً وشاملاً لتتاح إمكانيات التحوّل الرقمي للجميع.

ومن جهته قال الوزير الأسبق وأمين عام منتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمّور: إن النظر إلى جائحة كورونا ينبغي أن يكون شمولياً باعتبارها أزمة إنسانية وصحية واجتماعية واقتصادية، ولا سيما أن بعض الدراسات الدولية تشير إلى أن التعافي التام من آثار هذه الجائحة في العالم قد يستغرق ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام .

وأشار د.أبوحمور إلى تقارير دولية أيضاً ومنها مجموعة البنك الدولي تحذر من تزايد أعداد الفقراء نتيجة انكماش الاقتصاد العالمي وانخفاض الدخول وبطء النمو الاقتصادي، مما يستدعي تركيز الأولويات على التعليم والرعاية الصحية والبيئة وفرص العمل والملاذ، إضافة إلى متطلبات التكنولوجيا مع دخول عصر الثورة الصناعية الرابعة . وقال د.أبوحمور: لا بد من الإسراع في عمل دولي جاد يحدد أسس المستقبل الإنساني على وجه الكرة الأرضية، وتفعيل المواثيق الدولية على نحو يخفف من ظواهر المعاناة والأخطار على الإنسان نفسه وعلى العالم ككل.

ومن جهته بيّن وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الأسبق في الأردن د.عزمي محافظة أنه على جميع الدول استغلال فرصة توافر اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19، إذ لا سبيل للسيطرة على انتشار الفيروس دون ذلك. ودعا إلى نشر الوعي مجتمعياً في ما يتعلق بأخذ اللقاح وعدم الانجرار وراء الإشاعات، لكون اللقاح هو السبيل الوحيد للتخلص من كل القيود التي أصابت حقوق المواطنين في التنقل والتعليم والرعاية الصحية وكل ما تبع ذلك من أضرار.

وأوضحت وزير شؤون المرأة سابقاً السيدة ناديا هاشم العالول أن التحديات التي نواجهها بسبب جائحة كورونا هي ذات التحديات التي كنا نواجهها منذ ما قبل الجائحة، إلا أن الجائحة الحالية تدعونا إلى إعادة التركيز على ضرورة مواجهة هذه التحديات بطرق فعّالة. وهنا تكمن أهمية التزام كل مواطن وكل مؤسسة بدورها وبالإجراءات الحكومية الخاصة بالتعامل مع الظرف الراهن، من أجل تسريع عملية الإنتاج والتعافي الاجتماعي والاقتصادي، والعودة إلى التقدم في شتى مناحي الحياة من بعد التراجع الذي ألحق الضرر بالمجتمعات. 

وأشارت سيدة الأعمال الأردنية شرمين الدجاني في مداخلتها إلى أنه على الرغم من ارتفاع نسبة البطالة في الأردن وتأثر القطاعين الرسمي والخاص بجائحة كورونا، إلا أن الدولة الأردنية وعلى رأسها قيادة وتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين قدمت أنموذجاً للعالم في التعامل مع آثار الجائحة ومواجهة ما فرضته من تحديات؛ مشيرةً إلى الإدارة الرشيدة لجهود ابتكار واستحداث تقنيات جديدة في التعامل مع آثار الجائحة، واتباع الطرق الملائمة لاستمرار منح المواطنين حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية رغم المتغيرات الحاصلة بسبب جائحة كورونا.

يذكر أن وقائع هذا اللقاء تبث بالصوت والصورة من خلال قناة منتدى الفكر العربي على منصة YouTube، وعلى الموقع الإلكتروني للمنتدى www.atf.org.jo .